الكثير منا لا يعتقد أن الأكتئاب النفسي يصيب الأطفال بل أن كثيرا من الأطباء النفسيين يعتقدون أن الأطفال غير قابلين للأصابه بالأمراض النفسيه أقل من سن ثمانيه سنوات مثلا.
لا شك أن نسبه أصابه الأطفال بالأكتئاب النفسي أقل كثيرا من الكبار وهي ترتفع مع السن وخلال فتره المراهقه. كما أن أعراض الأكتئاب في الأطفال والمراهقين قد تختلف نوعا ما عن الكبار. وتختلف الدراسات في نسبه أصابه الأطفال والمراهقين بالأكتئاب النفسي. وإذا أخذنا سن 12 كمتوسط فسنجد أنه طبقا لدراسه من مانشستر ببريطانيا فأن نسبه الأصابه هي 2 % أي واحد من كل خمسين طفلا وهي ليست نسبه صغيره. والنسبه ترتفع بأطراد بعد هذا السن. ولا أعتقد أن النسبه تقل عن ذلك في بلادنا.
ومن الملاحظ أن نسبه الأصابه بالأكتئاب النفسي في والدي الأطفال الذين يعانون من الأكتئاب تكون عاليه. أيضا يكون هؤلاء الأطفال كثيرا ما مروا بأحداث شديده في سن صغيره مما يؤدي ألى أصابتهم بهذا المرض في سن صغير.
الأعراض:
أعراض الأكتئاب النفسي قد تختلف بعض الشيء في الصغار عن الكبار وليس كلية.
قد تكون العصبيه والعنف من أول الأعراض وأكثرها أثاره للمشاكل وكذلك التخلف الدراسي وعدم الأهتمام بالدراسه والمستقبل بل والتهرب من المدرسه أو رفض الذهاب أليها. وقد يعانون من الصداع وآلام البطن والأحساس بالتعب والأرهاق وعدم الرغبه في القيام خاصة في الصباح. وقد ينام في الحصه الأولى والثانيه.
ويميل هؤلاء الصغار للأنعزال أما في غرفتهم بمفردهم أو عن طريق اللعب بأستمرار على الكمبيوتر وعلى النت لساعات طويله متواصله.
وكثيرا ما يعانون من صعوبه في النوم أو النوم المتقطع ثم عدم الرغبه في القيام صباحا. وقد يعانون من الأحلام المزعجه والكوابيس ويخافوا من الظلام ومن النوم بمفردهم.
ويلاحظ المدرسون عليهم عدم التركيز والسرحان أثناء الدروس وعدم الأهتمام بدراستهم وواجباتهم وتنخفض درجاتهم ويرسبون في الأمتحانات. ويعزف هؤلاء الصغار عن اللعب مع زملاءهم وأقرانهم ويصبحون سريعي الأنفعال متقلبي المزاج كثيري الشكوى من التعب أو المرض.
كثيرا ما تضعف شهيه هؤلاء الصغار و يفقدون الكثير من الوزن. ولكن البعض يكثر من الأكل خاصة النشويات والجلوى ويزيد وزنه.
يعاني بعض هؤلاء الأطفال من التبول اللأأرادي أثناء النوم وأحيانا أثناء اليقظه أيضا. كما قد يعاني بعضهم من التبرز اللاأرادي أثناء اليقظه مما يسبب مشاكل وحرج شديدين لهم وللأسره خاصة أذا حدث هذا بالمدرسه.
قد يبدأ بعض الصغار في أحداث جروح وألام بأجسادهم مثل أن يجرحوا أزرعتهم أو أرجلهم بقصد. أو قد يخبطون أنفسهم أو رؤسهم أو أجسادهم بأشياء صلبه مما يسبب لهم ألاما. والسبب لهذه الأفعال هو أحداث الألم وليس لفت الأنتباه لأن هذا الألم يحدث لهم بعض الراحه المؤقته.
قد يعاني هؤلاء الأطفال من حالات هلع مع صعوبه في التنفس وخفقان شديد بالقلب. وقد تنتابهم أفكار سوداويه عن مرض أو وفاه الوالده أو الوالد ويرونها أمامهم كفيلم يدفعهم للبكاء. وقد تنتاب هؤلاء الصغار أفكار الأنتحار للتخلص من حياتهم. والأنتحار يحدث وأن كان قليلا ولكنه يحدث.
العلاج:
يحتاج الأطفال الذين يعانون من الأكتئاب النفسي الى العلاج مثل الكبار. وهم يستجيبون بصوره جيده جدا للعلاج بالأدويه المضاده للأكتئاب خاصة الأدويه التي تعمل على موصلات السيروتنين أفضل من غيرها من مضادادت الأكتئاب.
ويحتاج الكثير منهم الى العلاج بالجلسات النفسيه أو العلاج الفكري السلوكي أيضا وإن كانت هذه الطرق من العلاج تأخذ وقتا أطول.
ويحتاج هؤلاء الصغار الى أستمرار العلاج لمده لا تقل عن ستة أشهر بعد الشفاء التام إلا تعرضوا للأنتكاسه سريعا. وللأسف يبقى مع هؤلاء الصغار الأستعداد للأصابه بالأكتئاب النفسي في المستقبل.
إن الأكتئاب النفسي مرض يصيب الأطفال والمراهقين كما يصيب الكبار وإن كانت نسبه حدوثه أقل. لكنه مرض يستجيب للعلاج جيدا. ولا يجب أهمال علاج هذا المرض وأعتباره فقط من لوازم فتره المراهقه مثلا لأنه يحدث في سن هام تتكون فيه الشخصيه و يتعلم فيه الصغير تكوين العلاقات الشخصيه والأنسانيه. كما أنه يحدث في وقت هام جدا من الناحيه الدراسيه تؤثر على مستقبل الصغير في المدي القصير والطويل.